هنأ رئيس الجمهورية الأمين العام لجبهة البوليساريو االسيد إبراهيم غالي، نظيره الجزائري السيد عبد المجيد تبون بعد فوزه بعهدة ثانية لرئاسة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.
وحيا رئيس الجمهورية الموقف المبدئي الراسخ الذي طالما تبنته جزائر الحرية والكرامة والأنفة والشهامة، بالوقوف إلى جانب كفاح الشعب الصحراوي العادل والمشروع من أجل الحرية والاستقلال
وجدد السيد إبراهيم غالي، إرادة الشعب الصحراوي في توطيد علاقات الأخوة والصداقة والجوار مع الشقيقة الجزائر، مؤكدا عزمه على تعزيز التعاون والتنسيق الوثيق بين الشعبين الصحراوي والجزائري لمواجهة التحديات المشتركة، بما فيها سياسات دولة الاحتلال المغربي التي لا تتورع عن جر المنطقة إلى أتون الاحتقان والتوتر
نص الرسالة :
بئر لحلو 08 سبتمبر 2024
إلى السيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
الجزائر
السيد الرئيس والأخ العزيز:
عشية إعلان فوزكم المستحق بانتخابات رئاسة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، يسرني أن أنتهز هذه السانحة السعيدة لأتوجه إلى سيادتكم، باسم شعب وحكومة الجمهورية الصحراوية، بأحر التهاني وأصدق الأماني بموفور الصحة والعافية وبالسداد والتوفيق والنجاح في تأدية المهمة النبيلة السامية التي كلفكم بها الشعب الجزائري الشقيق.
لقد أبان هذا الشعب العظيم عن قدرة وحكمة في اتخاذ القرار السيد، في كنف الديمقراطية والشفافية والوضوح، سواء من باب إنجاح هذا الاستحقاق الوطني السامي، في أجواء من الوعي بجسامة المهمة وخطورة اللحظة التاريخية والفهم العميق لمتطلبات المرحلة، أو من باب تجديد الثقة في شخصكم، فاتحاً المجال أمام استكمال مسيرة قدتموها باقتدار لبناء الجزائر الجديدة.
ذلك أن ما تحقق في عهدتكم الأولى في رئاسة البلاد أمر لا يمكن أن تخطئه العين ولا ينكره إلا جاحد، رغم الظروف الموضوعية والصعوبات الجمة التي واجهتها البلاد، سواء ما تعلق بالتعاطي مع سياق التحول المطلوب، تجسيداً لإرادة الشعب التي حملها الحراك المبارك، أو ما تعلق بجائحة كورونا وتبعاتها، أو التهديدات الجدية والخطيرة التي تشهدها الساحة الدولية عامة، والساحة الجهوية والإقليمية بشكل خاص.
وإن الشعب الصحراوي ليحي فيكم بكل تقدير وعرفان ذلك الموقف المبدئي الراسخ الذي طالما تبنته جزائر الحرية والكرامة والأنفة والشهامة، بالوقوف إلى جانب كفاحه العادل والمشروع من أجل الحرية والاستقلال، مثلما تقف بلا تردد مع كل القضايا العادلة في العالم، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وإذ نجدد لكم إرادتنا الراسخة في الجمهورية الصحراوية لتوطيد علاقات الأخوة والصداقة والجوار مع الشقيقة الجزائر، نؤكد لكم كذلك عزمنا على تعزيز التعاون والتنسيق الوثيق لمواجهة التحديات المشتركة، بما فيها سياسات دولة الاحتلال المغربي التي لا تتورع عن جر المنطقة إلى أتون الاحتقان والتوتر، ليس فقط بالعدوان والغزو والاحتلال للتراب الصحراوي، ولا بتدفق المخدرات المغربية ومخاطرها على بلدان المنطقة وشبابها ومجتمعاتها، وليس فقط بدعم وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة العابرة للحدود والجماعات الإرهابية، ولكن أيضاً بتمرير أجندات أجنبية استعمارية عدوانية غاشمة، تهدد السلم والأمن والاستقرار في كامل المنطقة.
السيد الرئيس والأخ العزيز:
سيشهد لكم التاريخ بقيادة البلاد في واحدة من أدق مراحل تاريخها المعاصر، والسير بها بخطى حثيثة ثابتة نحو بر الأمان والاستقرار والازدهار، في كنف الوحدة الوطنية وعبر تحولات كبرى وإصلاحات عميقة وشاملة ومشاريع عملاقة وآفاق واعدة واستعادة مظفرة لمكانة الجزائر المستحقة على الساحة الجهوية والقارية والدولية.
ومن هنا، فإننا نتقدم إليكم ومن خلالكم، إلى الجزائر الشقيق قاطبة، بأحر التهاني، لأن المنتصر في هذه الانتخابات هو الشعب الجزائري، هو التجسيد الميداني للإرادة الصادقة لدى كل جزائرية ولدى كل جزائري، في كل المواقع ومن كل المشارب، في الانطلاق بالجزائر، تحت قيادتكم الرشيدة، إلى رحاب المجد والعزة والكرامة والقوة والمنعة والنصر المؤزر.
تحيا الجزائر والله يرحم الشهداء، وتقبلوا السيد الرئيس، أحر التهاني وأصدق الأماني وأسمى عبارات التقدير والاحترام.
إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية الصحراوية الأمين العام لجبهة البوليساريو.
واص