جددت دول أفريقية مطالبتها بالتطبيق الكامل لخطة التسوية المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية، التي أقرها مجلس الأمن الدولي في عام 1991، وذلك خلال الكلمات التي القاها ممثلوها أمام الدورة الموضوعية للجنة الخاصة المعنية بحالة تنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمَرة (لجنة الأربعة والعشرين) التي بدأت أشغالها يوم الإثنين بمقر الأمم المتحدة بنيويورك.
ممثل أنغولا شدد على موقف بلادة المبدئي الرافض للاستعمار بكل أشكاله ومظاهرة والداعم لحق الشعوب المستعمَرة في تقرير المصير والاستقلال. وفي هذا الإطار، ذكر أن الصحراء الغربية هي البلد الوحيد في أفريقيا الذي مازال لم يحصل على حريته وأكد أن بلاده تدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال والسيادة الدائمة على موارده الطبيعية.
كما أكد على ضرورة دعم مجهودات الأمين العام ومبعوثه الشخصي، ودعا طرفي النزاع إلى استئناف المفاوضات في إطار الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي للتوصل إلى حل سلمي ودائم لقضية الصحراء الغربية وفقا لقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
ممثلة ناميبيا ذكرت أنه من خلال إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمَرة، أكدت الأمم المتحدة مسؤوليتها الخاصة تجاه الشعب الصحراوي، وأكدت على أن بلادها لا تزال تتمسك بأولوية الحق في تقرير المصير وتظل حازمة بشكل لا لبس فيه في دعم شعب الصحراء الغربية باستمرار في سعيه للحصول على هذا الحق غير القابل للتصرف.
وشددت على أن بلادها تعتقد اعتقادا راسخا أن مرور الوقت لا يؤدي إلا إلى إطالة أمد الاحتلال، ولكنه لا يمكن أبدا أن يبرر وجوده ولا أن يجعله أكثر قبولا، وأنه يجب احترام إرادة الشعب الصحراوي احتراما كاملا على أساس أنه لا يمكن التفاوض على حقه في تقرير المصير والاستقلال.
وفي هذا الإطار دعت ممثلة ناميبيا اللجنة الخاصة إلى العمل جنبا إلى جنب مع الاتحاد الأفريقي لدعم جهود المنطقة للتوصل إلى حل سلمي ودائم، وكررت دعوة بلادها التي طال أمدها إلى إيفاد بعثة زائرة من قبل اللجنة الخاصة بغية التأكد من الأوضاع في الإقليم.
كما كررت الدعوة لدعم بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) من أجل الوفاء بولايتها، بما في ذلك تنظيم وضمان إجراء استفتاء حر ونزيه وإعلان النتائج، وأعربت عن تقدير بلادها للجهود المبذولة تحت رعاية كل من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة للحفاظ على التركيز المستمر على قضية الصحراء الغربية. وفي الختام، أشارت ممثلة ناميبيا إلى أن بلادها تتوق إلى رؤية شعب الصحراء الغربية ينال استقلاله، ويتعايش سلميا مع الدول المستقلة الأخرى، ويمارس سيادته الكاملة على أراضيه وموارده.
ممثل جنوب أفريقيا بدوره أشار إلى أن الصحراء الغربية هي آخر مستعمرة متبقية في القارة الأفريقية، وأكد من جديد على دعم بلاده لحق شعب الصحراء الغربية غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال وفقا للمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة وأهداف قرار الجمعية العامة 1514 (د-15) والقرارات الأخرى ذات الصلة، والفتوى القانونية لمحكمة العدل الدولية (1975) وقرارات الاتحاد الأفريقي.
كما شدد على ضرورة أن تقوم اللجنة الخاصة المعنية بإنهاء الاستعمار بتكثيف جهودها للاضطلاع بفعالية بمسؤوليتها تجاه شعب الصحراء الغربية، وهو ما يستلزم ضمان حماية الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للشعب الصحراوي، بما في ذلك حقه في السيادة الدائمة على موارده الطبيعية، مشيراً إلى أنه من شأن إيفاد بعثة زائرة إلى الصحراء الغربية أن يوفر بعض الزخم نحو هذا الشرط المذكور وتقديم تقارير منتظمة والتوصل إلى حل سياسي.
وأشار إلى ترحيب بلاده باللقاء الذي جرى بين الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش ورئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية السيد إبراهيم غالي في سبتمبر 2023، والذي ينبغي أن يوفر زخما لتعزيز دور الأمم المتحدة في حل النزاع.
وأكد أن بلاده تواصل دعم عمل بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو)، لتنفيذ ولايتها بالكامل، على النحو المنصوص عليه في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وكذلك مجهودات المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية. وفي هذا السياق، تشجع بلاده طرفي النزاع على الدخول في مفاوضات سياسية بحسن نية وبدون شروط مسبقة.
ممثل زمبابوي ذكر بأن قضية الصحراء الغربية مدرجة في جدول أعمال اللجنة الرابعة للأمم المتحدة منذ عام 1963، وأن الوضع في الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في أفريقيا، هو بمثابة تذكير مرير بالعقبات التي تعترض تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتسوية من خلال إجراء استفتاء تشرف عليه بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو).
وأشار إلى أن خطة التسوية هي حل توفيقي أيده المجتمع الدولي وسيساعد على تحقيق السلام، ليس للصحراء الغربية فحسب، بل للمنطقة بأسرها. ولذلك، دعا اللجنة الخاصة إلى التمسك بموقفها الثابت الطويل الأمد بخصوص تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وحق الشعب الصحراوي في تقرير مستقبله من خلال استفتاء ديمقراطي وفقاً للمبادئ التوجيهية التي حددتها خطة الأمم المتحدة للتسوية والقرارات ذات الصلة الصادرة عن كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
وحث اللجنة الخاصة على اتخاذ إجراءات ملموسة للسماح لشعب الصحراء الغربية بأن يقرر مستقبله بحرية، دون أي عقبات أو تدخلات، وأشار إلى إشادة بلاده بالجهود الدؤوبة التي يبذلها المبعوث الشخصي للأمين العام للصحراء الغربية وبالعمل القيم الذي تقوم به بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) في النهوض بقضية إنهاء الاستعمار.
وفي الختام، شدد ممثل زمبابوي من جديد على أن بلاده تعارض تماما الاستعمار بجميع أشكاله ومظاهره وستقف دائما متضامنة مع شعب الصحراء الغربية في كفاحه من أجل الاستقلال وتقرير المصير، وحث الجميع على إعادة تأكيد الالتزام الجماعي بمبادئ العدالة والمساواة وتقرير المصير لجميع الشعوب.
ممثل الموزمبيق ذكر بقرار مجلس الأمن 690 للعام 1991 الذي أنشأ المجلس بموجبه بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية، وأكد دعم بلاده لحق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.
ودعا جميع أعضاء الأمم المتحدة لتأكيد التزامهم الكامل والفعال بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال كهدف أساسي لعملية السلام طبقاً لمبادئ الشرعية الدولية واستناداً إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وفي الختام، أكد ممثل الموزمبيق على أن بلاده ستستمر في دعم كل الجهود الرامية إلى التقريب بين الطرفين من أجل تحقيق حل مستدام ودائم في إطار الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
واص