2023/10/09
وجه رئيس الجمهورية ، الأمين العام للجبهة السيد إبراهيم غالي كلمة إلى المشاركين في افتتاح فعاليات الأسبوع التضامني النقابي الجزائري ـ الصحراوي ، قرأها نيابة عنه رئيس المجلس الاستشاري ، عضو الأمانة الوطنية السيد محمد لمين أحمد .
وفيما يلي النص الكامل للكلمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوات والإخوة،
تتاح لنا المناسبة السعيدة لنتوجه إلى هذا الجمع الكريم، في افتتاح الأسبوع النقابي التضامني الجزائري الصحراوي وجامعة الإطارات العمالية للدولة الصحراوية، في ضيافة الاتحاد العام للعمال الجزائريين، في أحضان ولاية بومرداس الكريمة المضيافة، في هذا البلد الشقيق، جزائر المجد والإباء، جزائر الثورة والنخوة والكرامة.
وإنها لمناسبة لأنقل إليكم، السيد أعمر تاقجوت، الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، أصدق عبارات الشكر والتقدير والعرفان، باسم العمال الصحراويين وباسم الشعب الصحراوي قاطبة، ومن خلالكم إلى كل مناضلات ومناضلي اتحادكم الموقر، وإلى الشعب الجزائري الشقيق قاطبة.
فبافتتاح هذا الحدث التاريخي، يدشن الاتحاد العام للعمال الجزائريين مرحلة جديدة في التضامن والمساندة والمؤازرة والدعم والتأييد التي ميزت الجزائر العظيمة، بشعبها الأبي، وبقيادة السيد الرئيس عبد المجيد تبون، تجاه كفاح الشعب الصحراوي العادل من أجل الحرية والكرامة والاستقلال.
وإنه لرصيد تاريخي باهر ذلك الذي يرصع تاريخ الاتحاد العام للعمال الجزائريين، الذي يكفيه فخراً أنه استطاع توحيد صفوف الطبقة العاملة الجزائرية وقيادتها، ليكون حاضراً بقوة في معركة التحرير، بما قدمه من شهداء بررة وتضحيات جسام، كما هو حاضر اليوم في ملحمة الاستقلال، بما يقدمه من مساهمات جبارة على درب بناء الجزائر الجديدة. إنها تجربة مريرة وخالدة لهذا التنظيم العمالي الجزائري، لا بد أن نظيره الصحراوي سيتفيد منها وينهل من معينها، ويا له من معين، معين ثورة الأول من نوفمبر المجيدة، معين الجزائر الأبية، مكة الثوار وقبلة الأحرار.
لا غرابة إذن أن نشهد اليوم هذا التجسيد الميداني لعلاقات أخوية وطيدة بين الشعبين الشقيقين، الجزائري والصحراوي، من خلا هذا المنبر النقابي الفكري الذي لا يكتفي بكونه تجذيراً وتعزيزاً لتلك العلاقات الراسخة، ولكنه مناسبة ثمينة أمام بناتنا وأبنائنا في الاتحاد العام لعمال الساقية الحمراء ووادي الذهب لاكتساب المزيد من المعارف والخبرات والتجارب، وتقوية دورهم ومكانتهم في إطار عملهم، في إطار منظمتهم الجماهيرية وعلاقاتها مع نظيراتها في العالم، وفي إطار تنظيمهم الوطني الثوري، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب في كفاحها التحرري الوطني، وفي إطار دولتهم، الجمهورية الصحراوية، ومؤسساتها ومكانتها الدولية، حاضراً ومستقبلاً.
نحن في غاية الامتنان إذن، ونعبر عن تثميننا لجهود المنظمتين الشقيقتين، الجزائرية والصحراوية، في التحضير والإعداد، في التنسيق والتعاون، لإنجاح هذه التظاهرة النقابية المتميزة.
الأخوات والإخوة:
كما تعلمون، شهدت القضية الصحراوية في المدة الأخيرة تطورات متسارعة، خاصة منذ الانتهاك المغربي السافر لاتفاق وقف إطلاق النارفي 13 نوفمبر 2020، مما اضطر الشعب الصحراوي مجدداً، وفي المقدمة جيش التحرير الشعبي الصحراوي البطل، إلى استئناف إلى الكفاح المسلح، في إطار الحق المشروع الذي يكفله له ميثاق وقرارات الأمم المتحدة.
وفي هذه الأيام، يقبل مجلس الأمن الدولي على إصدار قرار جديد بخصوص النزاع بين الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية، يتعلق بعهدة بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية.
ولا بأس أن نذكر هنا بأن موقف الطرف الصحراوي بهذا الخصوص واضح، وهو الاستعداد للتعاون الكامل مع جهود الأمم المتحدة للتسريع بتصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا، عبر تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه، غير القابل للمساومة ولا للتصرف ولا للتقادم، في تقرير المصير والاستقلال، على غرار كل البلدان والشعوب المستعمرة.
لا يمكن ضمان الاستقرار والسلام الدائم في العالم في ظل الدوس على مقتضيات الشرعية الدولية. وإن ما يقع اليوم في فلسطين من تطورات خطيرة إنما يجسد هذه الحقيقة. وبالمناسبة، لا يفوتنا أن نعبر عن تضامننا المبدئي مع كفاح الشعب الفلسطيني العادل من أجل التمتع بحقوقه المشروعة في الحرية وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على كامل ترابها الوطني.
بالنسبة للنزاع في الصحراء الغربية، فإن الطرف الصحراوي مستعد منذ اللحظة لاستكمال المرحلة الأخيرة من خطة التسوية الأممية الإفريقية لسنة 1991 التي عرقلتها دولة الاحتلال المغربي، رغم أنها هي الاتفاق الوحيد الذي حظي بموافقة وتوقيع طرفي النزاع، جبهة البوليساريو والمملكة المغربية، ومصادقة مجلس الأمن الدولي، من أجل تنظيم استفتاء حر، ديمقراطي ونزيه لتقرير مصير الشعب الصحراوي.
إننا نحذر من تمادي دولة الاحتلال المغربي في سياسة التعنت والعرقلة والتصعيد، بما في ذلك عبر تدفق مخدراتها، وهي أكبر منتج ومصدر لمخدر القنب الهندي، ودعم وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية، وعقد التحالفات المشبوهة مع قوى الاستيطان والتوسع الاستعمارية، وتمرير أجنداتها الخطيرة التي تهدد المنطقة برمتها بمزيد من التوتر واللا استقرار.
وباسمكم جميعاً نبعث برسالة التضامن والمؤازرة إلى جماهير الشعب الصحراوي في الأرض المحتلة وجنوب المغرب، إلى بطلات وأبطال انتفاضة الاستقلال، إلى أبطال ملحمة اقديمإيزيك وجميع الأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية، ونؤكد لهم مرة أخرى بأن الشعب الصحراوي مصمم كل التصميم وعازم كل العزم على المضي على درب الكفاح والنضال حتى استكمال سيادة دولته، الجمهورية الصحراوية، على كامل ترابها الوطني.
مرة أخرى، أجدد الشكر والتقدير والعرفان للجزائر الشامخة وشعبها الأبي، وبشكل خاص إلى الاتحاد العام للعمال الجزائريين، متمنياً كل النجاح والتوفيق للأسبوع النقابي التضامني الجزائري الصحراوي وجامعة الإطارات العمالية للدولة الصحراوية.
شكراً والسلام عليكم.