2023/07/02
ترأس اليوم الأحد رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة السيد إبراهيم غالي اشغال الدورة العادية الثانية للأمانة الوطنية، حيث القى كلمة تطرق فيها الى أوجه الكفاح الوطني.
وفيما يلي نصها الكامل:
بسم الله الرحمن الرحيم
نفتتح اليوم الدورة العادية الثانية للأمانة الوطنية، في عهدتها المنبثقة عن المؤتمر السادس عشر للجبهة.
ما يميز الفترة الفاصلة بين الدورتين الأولى الثانية هو الانكباب على استكمال تنصيب وترسيم مختلف الهيئات والهياكل الوطنية، السياسية والعسكرية والإدارية والدبلوماسية.
وستعكف الدورة على تناول الفترة المنصرمة، بكل ما شهدته من جهد وطني شامل، بكل تطوراته وصعوباته، بالنقاش والتقييم والتحليل، من أجل الاستثمار الأمثل في الإنجازات والمكاسب، وتحديد مكامن النقص والتقصير، لتحسين الأداء ووضع الخطط والبرامج للمرحلة القادمة.
لاقاً من الأولويات التي حددها المؤتمر السادس عشر للجبهة، سيتم التركيز على ميادين الفعل الوطني الرئيسية؛ السياسي التنظيمي، الدفاع والأمن، الإداري والاجتماعي والاقتصادي، ميدان الخارجية والإعلام والتشريفات.
ولا بد هنا من الإشادة والتنويه بداية بالفعل النضالي لجماهير شعبنا، في كل مواقع تواجدها، وما جسدته من تجاوب ومسؤولية والتزام لتنفيذ البرامج الوطنية، على مختلف الواجهات، في الداخل كما في الخارج.
وهنا نتوجه بتحية خاصة إلى جيش التحرير الشعبي الصحراوي الذي ظل مواظباً، بكل تحدي وعزم وثبات وإصرار، على تنفيذ مهامه القتالية، لا يتوقف عن دك حصون وجحور الغزاة المحتلين، على طول جدار الذل والعار.
تحية إلى أبطال اقديم إيزيك وجميع الأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية، ومن خلالهم إلي كل بطلات وأبطال انتفاضة الاستقلال وإلى جماهير شعبنا في الأرض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية.
وقد شهدت القضية الوطنية في الفترة المنصرمة حضوراً معتبراً على الساحة الدولية، وعززت الدولة الصحراوية مكانتها كعضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي وعلى مختلف الساحات الدولية، على غرار أمريكا اللاتينية وأوروبا.
وستكون التطورات على الساحة الدولية والجهوية حاضرة في هذه الدورة. وقد وجب التحذير هنا من السياسات العدوانية لدولة الاحتلال المغربي، والتي انخرطت في مسلسل خطير من التحالفات المشبوهة مع قوى الاستعمار والصهيونية وتمرير وتسهيل أجنداتها وتهديد أمن واستقرار شعوب وبلدان منطقتنا، ناهيك عن تشجيعها ودعمها، بالمخدرات وغيرها، لعصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية في منطقة الساحل. كما نجدد بالمناسبة إرادتنا وعزمنا على تعزيز التشاور والتنسيق مع جميع أشقائنا في المنطقة للتصدي لكل هذه المخاطر والتهديدات.
وككل مناسبة، لا يفوتنا أن نتوجه بعبارات الشكر والتقدير والعرفان إلى كل الأشقاء والأصدقاء والحلفاء المنافحين عن العدالة والسلام، الداعمين لكفاح شعبنا المشروع من أجل الحرية والاستقلال، وفي مقدمتهم الجزائر الشقيقة، شعباً وحكومة، بقيادة أخينا السيد الرئيس عبد المجيد تبون.
لقد خلد الشعب الصحراوي الذكرى الخمسين لتأسيس تنظيمه الوطني الثوري، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، واندلاع الكفاح المسلح ضد الوجود الاستعماري في بلادنا.
وقد كانت جماهير شعبنا على موعد مع التاريخ، فكان الحدث تجديداً للوفاء لعهد الشهداء، وتعزيزاً لعرى الوحدة الوطنية، ورسالة حاسمة من شعبنا إلى العدو وإلى الصديق، مؤداها أنه لا شيء سيحول دون مضيه قدماً في معركته المصيرية من أجل التمتع بكل حقوقه المشروعة، على غرار كل شعوب العالم، في التحرر والانعتاق وبسط سيطرة دولته المستقلة على كامل ترابها الوطني.
وإن جبهة البوليساريو، في ذكراها الخمسين، وكممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي، إنما تؤكد اليوم تشبثها الراسخ بتنفيذ إرادته السيدة وقراره الحاسم، المستند إلى الشرعية الدولية، وتطالب الأمم المتحدة بتحمل مسؤوليتها في تطبيق ميثاقها وقراراتها بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وإنهاء الاحتلال العسكري المغربي الغاشم لأجزاء من تراب الجمهورية الصحراوية.
ومن هنا، فإننا في الأمانة الوطنية، أعلى هيئة قيادية للشعب الصحراوي ما بين مؤتمرين، ملزمون بالبحث عن أنجع السبل لتحقيق ذلك الهدف الأسمى، وخلق الظروف والأجواء اللازمة لإنجاح البرامج والاستحقاقات الوطنية، بروح المسؤولية والمثالية والميدانية والانضباط والالتزام، المطلوبة من مناضلات ومناضلي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
على بركة الله، نفتتح الدورة الثانية للأمانة الوطنية،
بالتوفيق والنجاح،
شكراً والسلام عليكم،
تصعيد القتال، لطرد الاحتلال واستكمال السيادة .