2023/05/18
القى اليوم الخميس ، رئيس الجمهورية ، الأمين العام للجبهة السيد ابراهيم غالي كلمة خلال إشرافه على اختتام أشغال الندوة العربية للتضامن مع الشعب الصحراوي ، تطرق فيها إلى اخر مستجدات القضية الصحراوية ، في أفق التحضير للاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس جبهة البوليساريو واندلاع الكفاح المسلح .
وفيما يلي النص الكامل للكلمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
الضيوف الكرام،
الأخوات والإخوة،
اسمحوا لي في البداية أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى السيدات والسادة الذين تحملوا عناء ومتاعب السفر للتواجد معنا، للحضور في أشغال هذه الطبعة الثانية من الندوة الدولية العربية للتضامن مع الشعب الصحراوي. الشعب الصحراوي يقدر لكم كثيرا هذا الصنيع، وسيحفظ لكم بكثير من الاحترام والامتنان هذا العمل التضامني المشكور.
وإنه من المهم أن يكون أحد محاور هذه الندوة هو العمل الدبلوماسي الصحراوي في العالم العربي، مع التذكير، بهذا الخصوص، بأن بدايات النشاط الدبلوماسي الصحراوي كانت بتحركات قام بها عدد من مناضلي الجبهة، وفي مقدمتهم مفجر الثورة، الشهيد الولي مصطفى السيد، إلى المنطقة العربية، مطلع السبعينيات، باعتبار البوليساريو حركة تحرر وطني، وبهدف ربط اتصالات مع عدد من القوى السياسية في منطقة كانت تشهد مرحلة من النضال والكفاح التحرري.
كما نتوقع أن يكون التطرق إلى محور حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، ودور المنظمات العربية المعنية، مناسبة لبلورة الدور المطلوب من رجال القانون والحقوقيين العرب للدفاع عن قضية عادلة ورفع الحصار الظالم والقمع الوحشي الذي يتعرض له المواطنون الصحراويون العزل في الأراضي المحتلة من الجمهورية الصحراوية من طرف سلطات دولة الاحتلال المغربي.
ولا بد هنا من التوقف لنتقدم بتحية حارة وخاصة، والتعبير عن التضامن والمؤازرة، مع بطلات وأبطال انتفاضة الاستقلال المظفرة والتقدير والتبجيل للمقاومة البطولية لجماهير شعبنا في الأرض المحتلة، وفي مقدمتها أسود ملحمة اقديم إيزيك وكل الأسرى المدنيين الصحراويين الصامدين المرابطين في السجون المغربية.
الضيوف الكرام،
الأخوات والأخوة،
يصادف تنظيم هذه الطبعة الثانية من الندوة احتفال الشعب الصحراوي بالذكرى المزدوجة الخمسين لتأسيس تنظيمه السياسي الطلائعي ورائدة كفاحه وممثله الشرعي والوحيد، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، في العاشر من ماي، واندلاع كفاحه المسلح في العشرين من نفس الشهر في 1973. كما تتميز المناسبة بالعودة للكفاح المسلح، كوسيلة مشروعة لشعبنا لانتزاع حقه وتحقيق طموحاته، وذلك على إثر نسف دولة الاحتلال المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار في 13 نوفمبر 2020.
إن الشعب الصحراوي يقف اليوم في مواجهة دولة احتلال لا تحترم القانون ولا تكترث للشرعية الدولية وتضرب عرض الحائط بالقانون التأسيسي للاتحاد الافريقي وأحكام المحاكم الدولية ولا تقيم وزنا لميثاق ولا توصيات الأمم المتحدة ولا قرارات مجلس الامن، تنتهج عقيدة توسعية خطيرة تشكل تهديدا محدقا ودائما، ليس فقط على الشعب الصحراوي، بل على كل شعوب وبلدان الجوار، ناهيك عن تسهيلها لتغلغل حلفائها الاستعماريين المحتلين، وفي مقدمتهم إسرائيل، في المنطقة لتنفيذ مخططات تدميرية خبيثة، تهدّد أمن واستقرار وسيادة شعوب وبلدان المنطقة برمتها.
وعلى مر خمسة عقود من المقاومة والصمود ومن المعاناة من ظلم جيراننا في المملكة المغربية، ظل الشعب الصحراوي، وسيبقى، تواقا إلى مد جسور التواصل والمحبة والتضامن إلى كل أرجاء الوطن العربي، منتظراً من الاشقاء العرب استفاقة ضمير والتفاتة تليق بتاريخهم، ينتصرون فيها للحق ويسهمون في فض نزاع الأشقاء بما ينسجم مع القانون والشرعية الدولية، وهو طموح نبيل نأمل أن تسهم هذه الندوة في بلوغه.
ولا يفوتني بهذه المناسبة، والشعب الصحراوي يخلد خمسينية ثورته التحريرية، أن أتوجه بأصدق عبارات الشكر والتقدير والامتنان إلى كل الشعوب والبلدان، من كل أنحاء العالم، التي رافقت كفاحه وناصرت قضيته العادلة، وإلى الوفود الحاضرة معنا اليوم، من عديد البلدان العربية، وفي مقدمتها الجزائر الشقيقة، حكومة وشعباً، دولة المواقف المبدئية المشرفة، المنسجمة مع المبادئ والتاريخ والتوجه التحرري لثورة أول نوفمبر المجيدة.
وإذ أحيي كل المتضامنين من شتى البلدان العربية، فإنني أجدد التأكيد على أننا لن نمل من الأمل في أن يطلع أشقاؤنا العرب على حقائق وثوابت النزاع في الصحراء الغربية ويقفون منه موقفا يحق الحق وينصف الطرفين بنصرة المظلوم والأخذ بيد الظالم لإعادته إلى جادة الصواب وإرشاده إلى الامتثال للشرعية والقانون الدوليين واحترام الجيران.
أيها الضيوف الكرام،
بعد خمسين سنة من الكفاح والمقاومة والصمود أمام كل المؤامرات والسياسيات العدوانية، وبعد ثلاثين سنة من المماطلات والعراقيل المغربية وعدم تنفيذ الأمم المتحدة لالتزاماتها في تصفية الاستعمار وتمكين شعبنا من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال، فإن الشعب الصحراوي اليوم يبعث برسالة مفادها أنه مؤمن كامل الإيمان بعدالة قضيته ومقـتنع كل القناعة بحتمية نصره، موحد ومصمم على مواصلة مسيرته التحريرية تحت راية قائدة كفاحه، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، مهما تطلب الأمر من تضحية وصمود، وفاء لعهد الشهداء وتجسيدا لشعار المؤتمر السادس العشر للجبهة؛ "تصعيد القتال لطرد الاحتلال واستكمال السيادة".
أهنئ كل الذين ساهموا في إنجاح هذه الندوة، من منظمين ومشاركين ووسائل إعلام.
شكراً، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.